مزادات الأنتيكات.. انتيكات مصرية

مزادات الأنتيكات


تجارة الأنتيكات تجارة رائجة في السوق المصري.. يقدر حجمها بنحو 2 مليار جنيه، ويعمل بها عشرات المحلات بالقاهرة، والإسكندرية.. وتقام المزادات شهريا في إحدى صالات الأربعة الموجودة بالعاصمة.. ويصل عدد الخبراء المثمنين لنحو 500 شخص..

وفي السنوات الأخيرة اختلفت نوعية رواد المزادات، حيث أنها ارتبطت منذ نشأتها في ثلاثينيات القرن الماضي بصفوة المجتمع من الباشوات، إلا أن فئات أخرى جديدة دخلت هذا العالم لتصبح هي الحاضرة باستمرار مع الإعلان عن أي مزاد جديد مثل رجال الأعمال والفنانين، والسياسيين.. والهواة من أجل الفرجة فقط، والشباب المقبلين على الزواج أحيانا رغبة في اقتناء التحف، والقطع النادرة لتجهيز منزل الزوجية وإضفاء لمسات من الأصالة عليه.مقتنيات.. سعاد حسنىالخواجة "ليفي" هو أول من أسس صالات مزادات الأنتيكات فى مصر خلال ثلاثينيات القرن الماضي، ووصل عددها إلى نحو 10 صالات شهيرة فى القاهرة والإسكندرية، ولم يعد منها الآن سوى 4 صالات فقط يعمل بها نحو 500 خبير متخصصين فى تقييم وتسعير جميع الأنتيكات المعروضة.

ويقدر هؤلاء الخبراء حجم تجارة الأنتيكات فى السوق المصرى بنحو 2 مليار جنيه، حيث أن قصور وبيوت الباشاوات والأثرياء قبل الثورة كانت مليئة بالتحف والقطع الأصلية، والعروض في السنوات الأخيرة لم تعد مقصورة على الصالات التقليدية بل امتدت إلى شقق الفنانين وقاعات الفنادق الخمس نجوم، وفى الفترة الأخيرة عقدت مزادات لبيع مقتنيات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وكانت حصيلة الأخير نحو 12 مليون جنيه، ثم مزاد مقتنيات سعاد حسنى ولكنه لم يحقق النجاح المناسب.سياسيون وفنانونسامى العسال – خبير مثمن- يقول: ورثت مهنة تجارة الأنتيكات من والدي منذ عام 1977، ثم احترفت العمل فى مجال التثمين بصالات المزادات عام 1983، وحتى منتصف الثمانينات كان حجم العمل أكبر من الآن لتوافر العديد من القطع الأصلية بأسعار مناسبة مع اتساع دائرة رواد صالات المزادات ومحلات "الجاليرى" خاصة من المشاهير مثل الفنان الراحل محرم فؤاد وعزيزة حلمى وماجدة الصباحى وهند رستم وزوجها الطبيب محمد فياض الذى اكتسب حب اقتناء التحف والأنتيكات بعد زواجه منها.

والدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم السابق وكان من أهم زبائن والدى بمحل وسط البلد لكنه تراجع عن حضور المزادات بعد دخوله الوزارة، ويرسل من ينوب عنه، وأحمد ماهر وزير الخارجية السابق إلى جانب بعض السفراء الموجودين في مصر، كما تهتم بعض الأسر ذات الأصول الأرستقراطية بالمزادات مثل عائلة سراج الدين، وكان أشهرهم فى الاقتناء فؤاد سراج الدين، وورثت عائلته تلك الهواية من بعده، وأيضا عائلة مكرم عبيد، وأيضا العديد من رجال الأعمال مثل ابراهيم كامل فى غياب تام للهواة.الرواد الحاليونأما الرواد في السنوات الأخيرة فهم خليط من محترفى تجارة الأنتيكات ومحبى الإقتناء إلى جانب الهواة، سواء كانوا مصريين أو عرب، دون أن يكون لهم رغبة فى الشراء، وكل صالة لها نوعية معينة من الرواد حسب قدراتهم المادية والقطع المعروضة فيها، بل إن فئة معقولة من الشباب يحرصون الآن على تأسيس بيوت الزوجية من صالات مزادات الأنتيكات مثل حجرات السفرة والتحف والمرايات والسراير النحاسية.

والمزاد يتم كل شهر فى إحدى الصالات الأربعة الموجودة بالقاهرة من إجمالى 10 صالات كانت فى الماضى بشرط توافر 100 قطعة للمعرض، وفى وجود "دلاَل" من وزارة التضامن الإجتماعى لمعاينة المقتنيات ثم نشر إعلان فى جريدة يومية قبل 48 ساعة من عقد المزاد، وفى حالة وقوع المزاد على شخص معين عليه أن يدفع نحو 50 % كعربون إجبارى لضمان المصداقية وعمولة 10 % منها 5 % للدلاَل والباقى كرسم حكومى، وإذا تراجع المشترى عن قراره يضيع عليه العربون والعمولة معا والشيكات مرفوضة من البداية.

والمشكلة أن بعض رواد المزادات من الأغنياء ورجال الأعمال الجدد ليس لديهم معرفة تامة بالقيمة الحقيقية للأنتيكات والتحف المعروضة، فيرفعون الأسعار بدرجة تفوق السعر المناسب لقلة الخبرة أو حبا فى الظهور، ولذلك يمتنع الكثير من الرواد المحترفين عن الحضور خاصة المشاهير مثل الهام شاهين وهانى شاكر وحسين فهمى وأخيه مصطفى من الحضور ويرسلوا مندوبين عنهم لعدم الدخول فى تنافس مع هؤلاء الأشخاص.مصادر الأنتيكاتويرى أحمد على - خبير مثمن - أن الأنتيكات المعروضة بالمزادات تأتى من قصور الباشوات خاصة أسرة محمد على، والعائلات الأرستقراطية مثل عائلة سراج الدين لإحتوائها على العديد من التحف التي تم اقتنائها من الداخل والخارج، وأيضا بعض هذه الأنتيكات آلت إلى أبناء محبى الإقتناء، إلى جانب هواة شرائها الذين يريدون بيع بعض القطع لشراء أخرى أكثر منها قيمة.

وعن ذكرياته مع المزادات يقول: المنافسة تتسم بالجدية والإصرار عندما يدخل مجموعة من الرواد حلبة التنافس، ففى الثمانينات دخلت زوجة الفنان محمد الحلو فى صراع مع سيدة أعمال حول حجرة سفرة، وظلا يرفعان السعر حتى خرج جميع المنافسين فى ذهول من حدة المنافسة، وحاول أنصار كل واحدة منهما إقناعها بالتوقف عن العناد دون جدوى وانتهى الأمر لصالح زوجة الحلو بعد وصول السعر لنحو 150ألف جنيه، وتلك الحجرة لا يقل سعرها الآن عن نصف مليون جنيه.

وفى مزاد آخر تم عرض "جروب" ساعة و2 شمعدان وبدأ الدلاَل بسعر 10 آلاف جنيه، وحاول 6 من الفنانين ورجال الأعمال الحصول عليها وقفز السعر إلى نحو 80 ألف جنيه فى دقائق ليفوز بها أحد الفنانين برغم أن السعر المناسب وقتها كان لا يتجاوز 30 ألف جنيه.منافسة.. وهميةويضيف أن رجل الأعمال المشهور إبراهيم كامل يعد حوت المزادات، لأنه إذا أراد شراء أى مقتنى فل يتركه أبدا مهما كانت قوة الخصم، وفى أحد المزادات اشترى تمثال بنحو 250 ألف جنيه بعد منافسة أحد الفنانين، له وأخذ السعر فى التزايد من 100 ألف جنيه حتى 250 ألف جنيه.

أما الفنان هانى شاكر فهو أكثر الفنانين فى الوقت الحالى حبا لإقتناء الأنتيكات مع قلة خبرته، ولذلك كان بعض التجار يدخلون معه فى منافسة وهمية حتى يرتفع سعر القطعة ويتركوها له، وبعد فترة فطن لتلك الحيلة، ولم يعد يحضر المزاد بنفسه ويكتفى بإرسال مندوب عنه ومتابعة الموقف بالتليفون