جمع الانتيكات. هواية تبهر الأبصار




يحرص عيسى عبدالدايم «متقاعد» على توصية اهله واصدقاءه ومعارفه باخباره عن اي شخص يقتني اية قطعة قديمة او ما يعرف « بالانتكيات « ويرغب ببيعها كونه هاوٍ لجمع مثل هذه التحف الفريدة من نوعها، وأنه يقوم بجمعها وعرضها على الراغبين بإقتنائها وهم في العادة يكونون من الهواة في جمع هذه الأدوات.

ونوه عبدالدائم أنه يشتري مجموعة من القطع منخفضة التكاليف من قبل بعض الاصدقاء ، كأن يكون من ضمنها إبريق شاي مصنوع من الفضة ، أو صندوق صغير من الصاج المرصع بالزان، أو أوان مصنوعة من مادة الصفر أو أقداح مذهبة بمبلغ ما وبيعها لصاحب محل متخصص في « الأنتيكات « الذي يبيعها بدوره لاشخاص اخري بأضعاف مضاعفة لسعرها او لورش خاصة تقوم بإذابتها وبيعها كمواد أولية ليعاد تصنيعها في امور أخرى ، مشيراً إلى أن بعض أفراد المجتمع لا يقدرون قيمة القطع الأثرية والانتيكات القديمة.

ولفت عبد الدائم انه كلما زاد قدم القطعة او التحفة وتقدم عمرها وقد أصبح هاجسي الوحيد هو الوصول الى اي شخص او صديق او المحلات التي تضم بضاعة تبهر الأنظار وتعود بالذاكرة الى عهود ماضية وتحكي قصصا من ذلك الزمن الجميل لشخصيات معروفة تداولت تحفاً تراوحت بين السجاد النادر والفضيات والنحاسيات والسبح إلى جانب الأجهزة الصوتية وغيرها كثير من التحف القديمة ، كما انه يهتم باقتناء بعض السبح النادرة والثمينة ، وانه منذ سنوات مضت يجمع هذه السبح القديمة مثل سبح « الكهرب بأنواعه واليسر والمرجان والياقوت النادر ، وباقتناء السجاد الإيراني من تبريز وكاشان أيضا اضافة الى بعض التماثيل البرونزية والساعات الجدارية.



هواية منذ الطفولة.

اما سعيد أبو حميدان ويعمل بمهنة جمع «الأنتيكات» فقال انه يحرص على جمع التحف القديمة من كل أنحاء المملكة انه وجد الكثير منها في بعض الأسواق الشعبية او في البيوت القديمة، كونها تمثل تاريخا مرتبطا وجدانيا بمن عاشوا تلك الحقبة الزمنية، حيث كنت اجمع بعض الاشياء القديمة واحتفظ بها ، فيما اعمل بعد ذلك على بيعها لمن يرغب.

ولفت أبو حميدان أنه في عالم اليوم توصف الأشياء التي عمرها أكثر من « 100 « سنة بأنها تحف أو أنتيكات ، علما انه ليس كل ما هو قديم يعتبر تحفة سواء أكان صناعة يدوية أو صناعة مميكنة ، مضيفا أن بعض الأشياء التي توقف تصنيعها أو تطويرها من التحف ، فعلى سبيل المثال ، هناك تحف من السيارات والمجوهرات وبعض الماكنات بدائية الصنع ، إضافة إلى اللوحات المرسومة يدويا أو القطع الخزفية وبعض الأعمال الأخرى ، وأن بعض الآثار القديمة تدخل ضمن « الأنتيك « ، إلا أنه هناك ما يفرق بين الآثار والأنتيكات أو التحف ، فالآثار يحظر بيعها وشراءها ، كونها ممتلكات أمم وأوطان ، بينما التحف والأنتيكات يسمح بتداولها دون قيد.

ويقول أبو حميدان تولعت منذ طفولتي بهذه المهنة وخاصة بيع وشراء الساعات القديمة و الأجهزة الصوتية كالراديو والمسجل التي تخصصت بها الى جانب اهتمامي بالمشغولات النحاسية والفضية وهوايتي في جمع بعض المسكوكات الذهبية والفضية وبخاصة التي تملكها الاجدات.



ماركات عالمية.

وقال أبو حميدان بانه لكل زمن جماله الخاص ومذاقه المميز لكل إنسان ، لهذا فإن ما مضى من الزمن له نكهته الأجمل والألذ ، وانني احرص على جمع ما فات لأنه بات صورة حاضرة لمعانٍ جميلة مرت بنا سكنت القلب والوجدان.

ونوه أبو حميدان ان « الانتيكة « هي كلمة أجنبية وتعني الأشياء القديمة والتراثية وهي كلمة متداولة عالميا وهناك أنواع مشهورة من الانتيكات كالفضيات الأوروبية التي كان يختم عليها اسم صائغها المعروف « فايرجه « وهو من العائلة القيصرية في روسيا وكذلك العثمانية ، وبالنسبة للبورسلين فأفضل الماركات هو « السيفرز « الفرنسي و»اللاجود» الانكليزي و»الهرند « الهنغاري ونحن نميزها من تصميمها والختم الذي عليها ، أما أشهر السيوف فهي الإسلامية « عربية « او الهندية الصنع المصنوعة من الحديد الجوهر او ما يطلق عليه حديد الدبان وهي تمتاز بقوتها وصلابتها ومرونة حركتها ، وهناك سيوف مشهورة باسم صناعها المعروفين كل صانه سيوف في بلده.



كساد.

ولفت أبو حميدان ان هذه المهنة أصبحت تعاني كسادا بسبب بعض الظروف المعروفه بالمنطقة كون رواد وهواة هذه التحف هم سواح او هواه قدماء يرغبون بشراء مثل هذه التحف إضافة الى اللوحات الفنية التي لها من يقدرها ، مطالبا الوزارات المعنية وبخاصة السياحة والثقافة برعاية واحتضان تجار ومريدي هذه المهن وتخصيص اماكن معينة لهم لكي تكون هناك مركزية لتعاطي هذه التحف وعنصر جذب مركزي للهواة والسواح مثل اقامة البازرات والمعارض.

وخلص أبو حميدان انه يذهب الى الاسواق الشعبية بين الحين والاخر ليشهد ما هو جديد من الانتيكات.» حيث انني مولع ومهتم بهذه التحف الفريدة وحبي لهذه الأشياء ليس جديدا بل من زمن طويل وعندما اعود الى منزلي ولم اشترِِ شيئا من السوق يكون مزاجي متعكرا ذلك اليوم كون حبي لهذه التحف جعلني اخصص غرفة خاصة بمنزلي المتواضع لجمع هذه التحف ، فيما أقوم ببيع البعض الآخر وأجني من خلاله بعض المال الذي يمكنني من العودة مرة أخرى الى السوق الشعبي لشراء التحف القديمة حسب توفرها.

جريدة الدستور الاردنية